كان شتائي الأول وشتاؤك الأخير
جمعتنا صدف الحيوات وسط الأعاصير
لم نكن نبصر طريقنا
قطرات المطر تبلل وجهنا
لا نشعر إلا بخيط الدفء القصير
فتتبعناه سويًا إلى منطقة النور
منطقة تجاهلتها كل العصور
خلت من كل الأناس
خلت من أفقر المنازل وأفخم القصور
مليئة بأشباح ملقاة
تحوم حولها الصقور
فخطتها قدماك برفق
وتبعتك أقدامي المرتجفة
أقحم نفسي في ظلك
أتخفى به لأظل خلفك
ثم أرتدي شجاعة الصمت
فأتقدمك لبرهة من الوقت
وأشير لك أن لا تتأخر
فقد بدأت الأضواء تختفي
وعلامات الليل تبدو وتظهر
ومازال أمامنا الكثير
فنحن بعد لم نعبر
وأنظر ورائي ... لا أجدك
أنظر أمامي .. لا جدك
على جوانب طريقي ... لا أجدك
إن لم تجدك عيناي
ما عسى لشيء أن يجدك
لا أصدق عدم وجودك
فكيف تركتني في الأرض الموحشة
تلك الوحشة المؤلمة
عبرت فوقي بعض الصقور
تهبط على شبح متهافت أرضًا
لا يتألم الشبح أو يثور
عرفت لماذا كانت تحوم الصقور
كانت بدخولنا في انتظار طعام الفطور
حاربت أجنحة الطيور .. لأجلك
لكني بعد لا أرى جسدك
وما لبثت أبحث طويلا
حتى انتزعت من فم أحدهم
قلبك
فاحتضنته داخل قلبي
صار لي قلبين
وظللت أسير في طرق موحشة
مر عليّ في الطريق عاميّن
حتى خرجت مرةً أخرى للشتاء
حيث الهواء والبرد
وتغسلني الأمطار بالماء
هي هي ذات القطرات
تسقط من ذات السماء
هو أيضاً ذات الصوت
الذي يصدره الهواء
لكني ما عدت أنا كأنا
وما عاد الشتاء دونك ... شتاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق