الاثنين، 23 أبريل 2012

حلم


كان نوم متقلقل
 لم يأت في موعده 
وأحلام سطت علي جسد متململ
لم يجد من يساعده 
أحلام لم تحمل إلا عينان طفلة
تجري من الخوف في جميع الأنحاء 
ثم تهتدي لأحضاني 
بعد أن تتخبط في كافة الأرجاء 
ولكني أجد الخوف استوحش 
وأصبح سقماً أو داء بلا دواء 
وجاء ليختطفها من بين أحضاني 
فأراها تصرخ ولا أسمع صرخاتها 
أتراني أصبحت صماء ؟؟
وانحشرت صرختي في حلقي 
أتراني أصبحت بكماء؟؟ 
وتبكي المشاعر المتهلهلة 
فتحفر أدمعها أخاديد من البكاء 
 وأحاول استرجاعها لأحضاني متسائلة 
لماذا استوحش الجفاء 
وأمسي يومه ينهش في طفلتي 
تتساقط ملامحها أمامي 
فألملم أشلائها لأمنع الانهيار 
وأذهب بالبقايا أتخبط في الأركان 
وأعيد تشكيلها 
لعلها تعود ملامح إنسان 
أستيقظ من نومي مذعورة 
في ظلام غرفتي لا تفارقني تلك الصورة 
طفلتي تصرخ وتناديني 
أغيثيني 
فأغمض عيناي في سرعة 
لأعود لها في الكابوس الأسود 
ولعلها لعودتي تشهد 
فتهدأ 
ولكني وجدتها في الحياة تزهد 
لا يفرق معها الموت 
فهو حدث سيضاف فقط للمشهد 
وتهمس في أذني باكية 
إنه الحقيقة الوحيدة 
فلماذا به لا نسعد 
فأمد ذراعي لها 
لأنتشلها من تلك الأحزان 
وأنا أصرخ وقد ملأ بكائي المكان 
وانفلت صراخي من حلقي 
ولن يسكته إنسان 
أنا في قلب الحياة وأنت في قلب الموت 
وبيننا طفلة هي صخب الحياة وسط سكون الموت 
لا تأخذها مني وأظل وحيدة 
في دنيا لا شكل لي فيها ولا صوت 
لا تأخذ مني أخر أشكال الحب 
وتترك لي في الدنيا المرض والمقت 
وتودعني الطفلة بأناملها 
ذاهبةً أنا إلي أبي 
حيث لا ألم عنده ولا بكاء 
حيث لا تعاني القلوب من الجفاء 
لا تنتظريني يا أمي 
فلن أعود كعادتي في المساء 
وللتحلي بالصبر 
فبعد ذهابي لن يبقي إلا ظلام الشتاء 
ولكني سأزين منزلنا تحسباً لقدومك 
لتعيشي معنا الربيع 
حيث ننام هنيئاً وبالموت يسعد الجميع

خطوط


كانت صفحة بيضا مافيهاش ولا خط 
كله بحر غريق ومافيهوش ولا شط 
وفجأة جه قلبك ورسم فيها خطوط 
والخطوط رسمت مراسي والمراسي يعني شطوط 
كانت حياتي صفحة بيضا من غير أي خدوش 
لا فيها لون اسود ولا احمر ولا أي رتوش 
ليه جيت لونت حياتي
وانت عارف إنك مش باقي فيها 
دي الألوان في بُعدك بقت وحوش 
 الخطوط في بُعدك غطت عنيا 
لا بقيت شايفة غيرها ولا بقدر أشوف حواليا
الوجع لو جه أو اختفي ده مالوش أهمية 
مليت من الوحدة في زحمة مالهاش صوت 
مليت من الأه اللي مش بينهيها موت 
مليت من ألم بيسمّع في ضلع بالأوهام متجبّر 
مليت من حلم لا بقي بيروي ولا بيشبّع 
مليت من أفكار مجنونة زي ما بتيجي بتروح من غير ما تودّع 
وأعيش في فراغ مليان خطوط 
خطوط رسمت مراسي والمراسي يعني شطوط 
 ليل وبيخطي فوق أماني كانت في يوم ليها حياة 
وخطاوي الضلام تقيلة يا قلبي بتقتل جوانا الحياة 
وتكرمش جوة أحلامنا ورقة بيضا 
بقت من الخطوط أشباه 
الضلام كاتم النفس والنفس كتم الخوف جواه 
يا تري مين اللي رسم الألم ومين جوة حلمي سماه
ومين اللي رسم أول خط وأخد بياض الورقة معاه 

الاثنين، 16 أبريل 2012

طريق سفر


دائماً ما تثيرني طرق السفر الطويلة وأظل أنظر من نافذة السيارة حتى يغلبني النعاس، ولا أكل أو أمل من النظر للطرق الصحراوية، وأضيق ذرعاً بشكل دائم حينما يحاول أحدهم محادثتي من باب المرح أو حتى يمر الوقت ولا نشعر به، وكثيراً ما أقوم بوضع السماعات الخارجية لهاتفي داخل أذني حتى يظن البعض أني استمع لشئ ما أو أغمض عيناي حتى يظنوا أني نائمة فينصرفوا عني، وبالأمس كنت في طريق سفر وهو أمر لم يحدث منذ أشهر عدة، وقد كانت رحلة مفعمة بالمشكلات حيث أنني لم أكن أريد خوضها منذ البداية ولعل أهم الأسباب التي جعلتني أرضخ للضغوط الخارجية هو حاجتي للإنفراد بي في طريق سفر، وبدأت الرحلة بانتظار قارب الأربع ساعات من أجل تجمع أفراد الرحلة الذين لم تكفيهم خمسة حافلات كبيرة، وطوال تلك الفترة أقاوم نفسي التي تدعوني للرحيل والعودة للمنزل خاصةً وأني لدي عمل لم أقم به بعد وسأعود بعد انتهاء الرحلة لأعمل أيضاً وهو الأمر الذي سيصيبني بالإرهاق الشديد وربما الإعياء كذلك كما أنها رحلة أقوم بها رغماً عن إرادتي منذ البداية، إلا أني أعود وأزجر نفسي في عنف لأنه لن تتاح لي تلك الفرصة مرةً أخرى قريباً خاصةً وأن ما يميز تلك الرحلة أني أستطيع الهروب من الجميع بدعوى أن لدي عمل يجب القيام به، فانتظرت الأربع ساعات في صبر ظننتني فقدته منذ أمد بعيد وبدأت الرحلة ونظراً لأن عدد صحبتنا يبلغ خمسة أفراد فقد أعلنت أني من سيجلس بمفرده لأنني أريد أن أعمل أو أنام ورأيت تردد البعض من أن أجلس بمفردي ولكنني أصررت علي رأيي، وبالفعل بدأت بوضع السماعات الخارجية لهاتفي لأستمع لبعض الأغنيات ريثما تنتهي الحافلة من السير وسط المدينة تمهيداً لخوض الطرق الصحراوية، إلا أنه عكر صفو متعتي البسيطة أن هناك حافلات أخرى لم تستطع معرفة الطريق بشكل جيد وكانت هناك آلاف المكالمات الهاتفية التي تُجري في ذات الوقت والكثير من الشرح والتوضيح والصراخ والصوت العالي، ونال هاتفي الجوال حظه من تلك المأساة حيث أُنتزع مني انتزاعاً لإجراء بعض المكالمات الهاتفية فقمت بفتح حاسوبي من أجل أداء بعض العمل المتراكم، وصلت الحافلات لمستقرها الأخير وانتظرنا حتى يتم تجميع بقية الحافلات وكان الليل قد حل وبدأ أصدقائي في التحضير لحضور الحفلة الغنائية واتخذت أنا مكان ما في نهاية مكان الحفل وافترشت الأرض التي أعشق العمل عليها ورفضت الخروج من مكان الحفل لأجلس في مكان أخر حتى أستطيع أن ألقي أصدقائي بعد انتهاء الحفل، وبدأت بالعمل بالفعل وانجزته وأخذت أنظر لساعتي بمعدل مرة كل دقيقتين انتظاراً لإنتهاء الوقت ليقيني أني سأظفر بخلوتي مع ذاتي في طريق العودة نظراً لأن الجميع سيكون متعب من الهتاف وسيقضون الطريق وهم نيام وسأكون بمفردي علي طريق السفر وليلاً أيضاً وكان قلبي يدق وأنا أتخيل ذلك، وقضيت وقتي أستمتع بالنظر إلي هتافات البعض حولي وأخذت أضحك عليهم جميعاً نظراً لأن أغلبهم لم يكن في وعيه من الأساس وبالفعل انتهي الحفل ولم أشعر بالوقت الذي استغرقناه لتبدأ رحلة العودة حيث أنني قررت النوم لأصحوا عند بدء الطريق وبعد انتهاء الازدحام وهو ما حدث بالفعل
لن أستطيع أن أصف كل ما جال بخاطري في تلك السويعات القليلة التي انفردت فيها بنفسي، حيث أنني أخذت أتذكر وأسرد علي نفسي كل أحلامي التي فقدتها فتحتشد الدموع بعيني فأتذكر أني بالفعل تذوقت السعادة يوماً وهو ما يجعلني إنسانة محظوظة علي عكس البعض الذي يعيش حياته لاهثاً لا يفكر في سعادته يعيش عالم من المادة فيفيق  في أرذل العمر ليكشتف أنه لم يعمل لنفسه شيئا، كما أنني محظوظة أني تذوقت سعادة حقيقية لم أضطر فيها للكذب أو النفاق فقد كانت سعادة خالصة لأنني لم أكن أبغي من ورائها شيئاً، وبعدها ينقبض قلبي من جديد لذهاب تلك السعادة وتلك الأحلام، ثم أهدأ من جديد لأن لولا ذهابها لما استشعرت أهميتها وجمالها بتلك الطريقة، فأجمل ما في تلك الأيام السعيدة أنها ذهبت وأني أتوحشها بالفعل
عندما وصلت لوسط المدينة من جديد كنت رغم الإرهاق البادي علي ملامحي أعاني من حالة من الصفاء الذهني، وعدت إلي منزلي في السادسة من صباح اليوم وبدأت استئناف عملي حتى العاشرة صباحاً وعندما قررت النوم أغمضت عيناي فقط فأسلمت نفسي نفسها للنوم فوراً، وكان نوم هادئ للمرة الأولي منذ أشهر طويلة لا أحلم بشئ، لم أجد في نومي أية أحاديث يحاول عقلي الباطن تنبيههي لها وعندما استيقظت أيقنت أني بالفعل كنت في حاجة لأن أجلس مع نفسي لأن لا أحد يستطيع تهدئتها أو السيطرة علي الأمواج الثائرة التي تموج بها سواي   

الاثنين، 9 أبريل 2012

سخرية القدر


وكأنك أول وأنا الأخر 
وما بيننا وجه ساخر 
يخفي زمن كان ولطالما كان ساحر 
غطته طرق الأيام والقهر 
تموج من الألم علي طول الدهر 
تخشبت الأحلام وأصبحت قد الصخر 
وأمست تسيل أدمعها كما النهر 
وتضيق عيناها من ضياء قلبك الباهر 
وتظل أنت كأنك أول 
وأظل أنا كأني أخر
نتلمس ما تحت أقدامنا 
نتطلع لسماء الحياة 
فنجدها بعيدة تنظر لنا علي استحياء 
نستجدي منها الأمطار لعلنا نتذوق المياة 
فتكفهر السحب بجفاء 
وتنظر لنا نظرة ساخرة 
لا يوجد في الحياة أماكن شاغرة 
أصبحت الأحلام مجرد آلات قاتلة 
وأصبحت البسمات خانقة 
لا شئ خالص في هذا الزمان 
لا حدود لأرضٍ أو مكان 
لا وقت لحلم 
لا يوجد غير النسيان 
فيعيش الجميع بتلك الهوية 
مع كل حلم يتحقق أو يخبو 
نحتاج لدفعة من النسيان قوية 
تؤكد لنا أن تلك الحياة 
ما هي إلا طفلة غير مسئولة 
لديها رغبات مجهولة 
وأمانيٍ شقية

ريشتك


وممكن ترسم الكون بريشتك 
وتحط بصمتك بقلمك 
وتخط معاناتك بخطك 
علشان يبقي ليها نفس شكلك 
نفس ريحتك 
ممكن تقعد في يوم تبص علي وجعك 
ممكن الظروف تجبرك في يوم 
تبص في وش اللي جرحك 
بس في النهاية 
بعد قولة نصيبك وبختك 
انت اللي بتحدد اتجاهات ريشتك 
ريشتك اللي ياما لونت حزنك 
ورسمت فوق ملامحك دموع 
وأسباب كتير للوجع 
بس الألم مافيهوش رجوع 
بنستقطب الفرح يجينا 
ولما يوصل دنيتنا يعرف انه مخدوع 
لأنه جه لدنيا حتى الحب فيها موجوع 


كأنك تحيا



وكأنك تحيا 
كأنك تحيا فوق أدمعي 
كأنك تسكن دمائي وأضلعي 
فأستكين للآلام بقلبي 
قائلةً لها استمتعي 
وأفيق علي آلام جديدة 
فأهيب بنفسي 
تصدي للأحزان تشجعي 
وإن جاء الحزن طالباً للحب 
تمنعي 
استقيمي في أيام البعد والدموع 
استقوي بأخبار مكذوبة 
كي لا تتصدعي 
فبعد التصدع يأتي الانهيار 
ومع الانهيار تفوق الأوجاع التحمل 
ألم تستكفي أن تتوجعي ؟؟ 

الخميس، 5 أبريل 2012

عادي


عادي إن ملامحك يكتبوا عليها إسمك 
عادي إن عنيك تحمل صفة فيك
عادي إن الوجع يترسم علي ملامحك
عادي إن الألم يتنقل ما بين كفوفك
تيجي ترميه من علي كفك
يخنقك ويمنعك خوفك
عادي إنك تتوه بين رغبتك وظروفك
وعادي إن الحزن الكفيف
يفتح بس علشان يشوفك
عادي إن بسمتك تكون ملهية
عادي انك تتبسم
وبسمتك من الخوف مستحية
عادي إن تدور علي فرحة
تلاقيها في حضن الخوف مرمية
تيجي تفكر تعيشها تلاقيها ماتت علشان منسية
عادي إنك تبتسم ابتسامة بطعم الدموع
وترسم علي ملامحك اسمك
لجل ما تغطي علي وجع الخضوع
يمكن يتلهوا في قرايته
ومايفكروش يسمعوا أنة وجعك
اللي طالعة بصوت مسموع
الهمس ممنوع
لا تعترض ولا تمانع
واكتم وجعك جواك
حتى تنفجر من الألم الضلوع
المهم انك تبتسم وتلون شفايفك بلون الحياة
المهم انك تسمعهم
المهم انك توعدهم انك موجود
المهم انك ما تقولش ان في ألم جواك لا محدود
المهم انك تلون اسمك
اللي شوه شكل ملامحك
 
Wordpress Theme by wpthemescreator .
Converted To Blogger Template by Anshul .