الجمعة، 29 أكتوبر 2010

جنازة بلا نعش

تنتابني كوابيس أثناء النوم، وأصحو علي صوت الرعد، تُغشي عيناي من البرق، لأكتشف تلك الحقيقة، " أنا في العراء"، ليس حولي سوى أرض وسماء، أرض جرداء، عجزت عن زرع أحلامي بها، فهي لا تقبل إلا تلك الأحلام النمطية. 
أمقت كل الطرق التي سرت فيها، والتي تحاول توجيهي لبؤرة الظلام الذي أخشاه، وعندما كافحت للبقاء، قيل عني إنها تلك المتخلفة عن أحلام الحياة. 
في ظل الظلام القاني، أري أنوار تلك المشاعل، وأصوات تتلو آيات الغفران، ينعون قلب كان يحلم بالبقاء، ينعون نفس ثقلت من الشقاء، فأخفض عيناي في رثاء، ثم أرفعها متذكرة، أني لم أري النعش ... نعم إنها هي، جنازة بلا نعش. 
تدور في مخيلتي أفكار وتساؤلات، عن أين ذهب النعش، أتراه فُقد في زحمة الحياة، ألم يهتم به أحد؟، أتراه ملقي علي قارعة الطريق يحمل قلب يرتجف رعباً؟ عجباً !!، كيف يرتجف الأموات، حسناً إن الموت أيضاً يخشي الظلام، حيث أن الظلام مملكة الخوف، حينها تنبت كل المخاوف، وتُثري أحلام الخوف، وتموت أحلام البقاء، ويأتي الموت ليحملها بعيداً ... حزيناً. 
أفيق من أحلامي علي اقتراب تلك الجنازة، فأعدو خوفاً إلي فراشي، لأحتمي بالأغطية، فأجده يضيق بي ويخنق أنفاسي، وأسمع أصوات الجنازة تقترب، ويعلو صوت خطواتها، يهتز فراشي مرفوعاً في الهواء، فتتساقط مني دموع الخوف، ينتشر من حولي الظلام، لينزلق وعيي إلي بقعة لا أراها وإنما أشعر بها، ولا أسمع سوى صوت همس بعيد يقول، أخيراً لقد وجدنا النعش.

حرب المصير


أجاز الله لنا التفكير حتى يمكننا استقبال مصيرنا وليس اختياره، فإما أن نصل بتفكيرنا إلي المصير الذي كتبه الله وعندها لا نواجه أي مصاعب، وإما يخطئ تفكيرنا عما اختاره الله، فإما أن نرضي بما كتبه الله مقتنعين أنه الأصح وأفضل المتاح بالنسبة لنا، بل ونفكر في حكمته من ذلك، وإما لا نرضي بهذا المصير ونظل نتحسر عما ضاع منا متوهمين أنه الأفضل لنا فتضيع منا الحياة بدون الاستمتاع بأقل حقوقنا فيها.
 عندما يعجز التفكير عن الاختيار، يجب أن نرضي بأي مصير يختاره لنا الله، حيث أنه طالما وُجد العجز فقد تساوت كل الاختيارات، وقد عجزت بالفعل عن اختيار أي من المصائر التي تواجهني في حياتي، خاصةً وأنها تتطلب مني حرب من نوع ما، وقد فقدت حماسي بالفعل عن الخوض في أية حروب إنسانية من أجل الحفاظ علي شئ لم اختاره بكامل إرادتي الشخصية، حيث أنه شر لابد منه.
تتعدد الاختيارات أمامنا في ظل عدم وجود رغبة داخلية لخوض تلك التجارب، وهو ما يجعلنا نعيد التفكير بشكل دائم في إجهاض تلك التجارب حتى لا نضطر يوماً لخوض تلك الحروب التي نعتقد إنا إياها لدائماً خاسرون، تتغلف رغباتنا الداخلية بقناع من المطالب الاجتماعية التي تطالبنا بما لا نقدر عليه حقاً، مزيج خاص من الضغط النفسي، ومطالب التقدير لظروف الأخريين الشخصية التي لا تولد داخلنا إلا الانفجار القادم مستقبلاً، والذي لن نستطيع تفاديه إلا برعاية رغباتنا الشخصية التي تؤدي إلي تجاهل الأخريين.
لماذا يري كلٍ أنه الأصح، وأنه الأولي بالمتابعة، والرعاية والتقدير والحب والاحترام، لماذا يري كلٍ أنه تعرض للعديد من الضغوط التي تمنحه حق الضغط علي الأخريين، هؤلاء  الصامتون الذي لا يتكلمون، بدعوى أنهم لو كانوا تعرضوا في حياتهم لمصائب جمة لما استطاعوا تحملها في صمت، أو هؤلاء الضاحكون الذين ما زالوا لهذه القدرة مالكون، القدرة علي المواجهة بتلك الابتسامة، تقطر دموع أو أحزان أو مصاعب لا يهم فإن شكلها الخارجي ابتسامة، فلنتجاهل إذا النظر لجوهرها الداخلي.
قد لا يعلمون أن ذلك الصمت وتلك الابتسامة إنما هي طريقة لمواجهة ما نراه من مصاعب، والتي يوجعنا الإعلان عنها ألم أكثر من حدوثها في الأساس، تؤلمنا تلك النظرات المشفقة، وتلك الأيادي التي تتظاهر بالعطف والحنان، والتي تربت وما تورثنا إلا إحساس العجز والانكسار، وهو ما قد يجعلنا نكره هؤلاء القريبين منا علي الرغم من كونهم لا يبغون سوى المواساة. 
قد لا أعلم الهدف الحقيقي من وراء هذا الأمر إلا أني أريد فقط أن أقول لن أخوض حروب المصير فهو قادم لا محالة، إذا فلأدخر قوتي لاستقباله فقط لا غير.

الأحد، 17 أكتوبر 2010

الصمت


الصمت خاتمة الأنقياء
الصمت خاتمة هؤلاء من توهموا أنهم أقوياء
الصمت خاتمة كل من حمل وحده الشقاء
الصمت خاتمة هؤلاء الأبرياء
الصمت خاتمة أصحاب الآمال الجوفاء
الصمت عاقبة كل هؤلاء علي حد سواء
الصمت في حق نفسك فعلة شنعاء
الصمت عن الآلام هو نوع من الغباء
فالصمت لا يجدي أن يكون نوع من الرثاء
وحينما يفقد الصمت ما حوله من غموض وبهاء
يتحول الصمت إلي صورة صماء
أري بعدها نفسي أني تحولت إلي
فتاة حمقاء

الاثنين، 11 أكتوبر 2010

بعد 28 أغسطس

مر ذلك اليوم
وحرصت آلا أتحدث عنه
أقنعت نفسي أني لم أنتبه
أقنعت نفسي أني لم أشتاق
لم أشتاق لرهبة وسعادة المفاجأة
...لم أشتاق لذلك الحلم الذي تحول وهم ...
ويمر اليوم يليه يوم
وانا مازلت أقنع نفسي أني لم أشتاق
ومرت علي الثمانية الملتصقة بالعشرون
سبع مرت كأنها سبعون
وقتها عرفت أن ما بداخلي ليس بهذا السكون
مازالت بداخلي رافضة
أن اليوم مر دون أن أصاب بالجنون

الخميس، 7 أكتوبر 2010

مات الصامتون

 
بكائي
كيف أصبح لبكائي تلك النغمة الصامتة
تتلون أنفاسي شاهقة
وأصبحت كلماتي آلام صماء
عيناي تنظر حولها كالعمياء
ونفس تتخبط خائفة في ظلام بلا ضياء
تلك المتاهة بلا نهاية
قبيحة قديمة قدم العظايا
تخرج من جنباتها ابتسامة يخلفها الموت
ليلقانا سكاري
نتخبط في حياتنا كالحياري
فينظر لنا الجلادون
يتسائلون
"مابالكم صامتون
لماذا لا تمرحون
ألم تنسوا بعد
نود لو تنسوّن
فحاولوا أن تحيوا
حتى لو ضائعون أو تائهون
يكفي أنكم تعيشون
....... أما نحن
فلكم ناظرون
ومنتظرون"
*****************
فتقتلنا نظراتهم
هؤلاء الساخرون
أحقاً لا يفهمون
فلو كنا قتلي
فهم القاتلون
قدمونا قرباناً
لهوى مجنون
فقتلنا الوهم
.......... عبر السنون
وقد يأتي يوم
نصبح نحن الجلادون
أسنكون بهم رحماء
ونتذكر يوم كنا ضعفاء
أم تقتلنا رغبة الانتقام المسنون
مرددين صرخة القادمون
وقد لا نفيق من ضعفنا
فنموت صامتين
.... فيتظاهرون بإذراف الدموع 
قائلين
أسفاً
مات الصامتون

الأربعاء، 6 أكتوبر 2010

دموع


تنهمر تلك الدموع ...... تحفر أخاديد الألم في الضلوع، تحذر من سيول قادمة..... جراح مازالت آتية، لست أنا من ظلت أنا..... ولست بدموعي لاهية، فما نزلت أدمعي علي من بلا ثمن، فلا أغلي من أدمعي ولا أثمن...، إلا أنها انهمرت بحثاً عنك، ولست أنت ببني إنس، فأنت تعيش بين اضلعي إلا أني ما زالت أبحث عنك، أبحث عن شئ مفقود ولم أجده، ولا أمل في أن أجده فأنا ما زالت أبحث حولي، وأنت لا زلت في داخلي، أبحث عن غطاء الأمان ليحميني، ابحث عن دموع غير حارقة سعادة غير مارقة، أنظر لصورتي المشوهة علي صفحة المياه وقت الغروب، واتساءل لما أنا أبكي فما وجدت إلا ظلال تهمس بصوت الكون .......... أنا لا أبكي إلا رثاء لنفسي
 
Wordpress Theme by wpthemescreator .
Converted To Blogger Template by Anshul .