تنتابني كوابيس أثناء النوم، وأصحو علي صوت الرعد، تُغشي عيناي من البرق، لأكتشف تلك الحقيقة، " أنا في العراء"، ليس حولي سوى أرض وسماء، أرض جرداء، عجزت عن زرع أحلامي بها، فهي لا تقبل إلا تلك الأحلام النمطية.
أمقت كل الطرق التي سرت فيها، والتي تحاول توجيهي لبؤرة الظلام الذي أخشاه، وعندما كافحت للبقاء، قيل عني إنها تلك المتخلفة عن أحلام الحياة.
في ظل الظلام القاني، أري أنوار تلك المشاعل، وأصوات تتلو آيات الغفران، ينعون قلب كان يحلم بالبقاء، ينعون نفس ثقلت من الشقاء، فأخفض عيناي في رثاء، ثم أرفعها متذكرة، أني لم أري النعش ... نعم إنها هي، جنازة بلا نعش.
تدور في مخيلتي أفكار وتساؤلات، عن أين ذهب النعش، أتراه فُقد في زحمة الحياة، ألم يهتم به أحد؟، أتراه ملقي علي قارعة الطريق يحمل قلب يرتجف رعباً؟ عجباً !!، كيف يرتجف الأموات، حسناً إن الموت أيضاً يخشي الظلام، حيث أن الظلام مملكة الخوف، حينها تنبت كل المخاوف، وتُثري أحلام الخوف، وتموت أحلام البقاء، ويأتي الموت ليحملها بعيداً ... حزيناً.
أفيق من أحلامي علي اقتراب تلك الجنازة، فأعدو خوفاً إلي فراشي، لأحتمي بالأغطية، فأجده يضيق بي ويخنق أنفاسي، وأسمع أصوات الجنازة تقترب، ويعلو صوت خطواتها، يهتز فراشي مرفوعاً في الهواء، فتتساقط مني دموع الخوف، ينتشر من حولي الظلام، لينزلق وعيي إلي بقعة لا أراها وإنما أشعر بها، ولا أسمع سوى صوت همس بعيد يقول، أخيراً لقد وجدنا النعش.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق