الخميس، 26 مايو 2011

دون كيشوت

وإني لأعترف أني تقمصت شخصية دون كيشوت، وصنعت من أوهامي عدواً أسقيته من غروري، ورفعته فوق رؤوس التحدي، صنعته صنماً من أوهامي أغزو به قلوب وأعين الأخريين، فنمت قوته أكثر حتى وصلت لأعالي السماء، وإني لأعترف أني كمثل دون كيشوت حاربت طواحين الهواء
إني لأعترف بعدم وجود الأعداء، وإن كان لهم وجود فهم مجرد داء يقضي عليهم أي دواء، وما الدواء إلا يقيني وصبري، وقد تركت كافة مهامي، وتفرغت لأعداء من الوهم، وأصبت باليأس من الإنتصار، فأصابني اليأس بالسقم، وحينما سقمت لم أعد أسمع سوى صوت آلامي التي وصلت لعنان السماء، وإني لأعترف أني مثل كون كيشوت، حاربت طواحين الهواء
لم أعد أري أعداء أخريين، فعدوى الوحيد خلقته من أوهامي، قد أقتله وقد يقتلني وفي الحالتين الموت أقرب لي، فأنا لا أستطيع العيش دون أوهامي، فكما أسقمتني نفسي يوماً فهي من حملت لي الشفاء من الأخريين، أحبك نفسي وأقدرك، وأكرهك أحياناً ، وأحيان أخرى أعشقك، وتراكمت مشاعري إلي أن وصلت لأعالي السماء، وإني لأعترف أني كمثل دون كيشوت حارب طواحين الهواء

ليست هناك تعليقات:

 
Wordpress Theme by wpthemescreator .
Converted To Blogger Template by Anshul .