الخميس، 1 سبتمبر 2011

بائع الحلوى


كنت أسير يوماً في طريقي
يحرقني قيظ الشمس 
لا أسمع سوى صوت خطواتي 
وكل ما عداها همس 
تنظر عيناي لأسفل 
لا تنظر للأخريين 
بدونك الجميع بذات الملامح 
مثلهم كمثل الباقيين 
لا يثيرني أحدهم أو يترك أثراً في خيالي
بل أن أحادثيهم كثيراً ما تفوق احتمالي 
إلي أن استوقفني بائع الحلوى 
وكان بطول ليالي الشتاء 
مسربل بالأسود من الرأس حتى الحذاء 
يعرض عليّ شراء مما يحمله 
موضحاً لي كل نوع وما يمثله 
فرفضتهم واحداً تلو الأخر 
إلا أنه في جبعته ما ليس له أخر 
**** 
هذا نوع أحمر اللون ثمنه نفيس
يمنح السعادة 
ولكن بشكل خبيث 
فإنها سعادة قصيرة 
وإذا أردتي أن تطيليها 
فاشتري منه كمية كبيرة
****** 
وذلك أصفر اللون 
يمنع عنك الأحزان 
ويلون سواد العمر 
كيما تشاءين وبأية ألوان 
وإذا أردتي الأفضل فاختاري اللون الأصفر 
فتجديه يلمع كالذهب 
ويبقي أينما ذهب 
****** 
وذاك الأزرق القاتم 
يقتل خوفك القادم 
جرئ كالذئب 
عميق كالثقب 
صامت كالشهب 
لامع كالذهب 
يمنحك فائدته بلا آثار جانبية 
فهو أثمن ما في الصندوق 
وقد يصبح في الوحدة صديقٍ صدوق
******
لا يتبقي إلا أسود اللون 
لا تعرفين ما بداخله
وهو لن يمنحك إلا ما داخلك 
فقد يمنحك الخوف
وقد يمنحك الاطمئنان 
وقد يمنحك قبس من الأمان 
وقد يمنحك الصمت 
أو بعض من المقت 
وقد لا يهديكي إلا الموت 
******
فابتسمت ابتسامة حانية 
وقلت لبائع الحلوى
ضع حلواك فوق بعضها 
إلي أن تصنع صف طويل هي الآن تبلغ طولي 
وانا الآن أقف أمامها 
أمتلئ بكافة تلك المشاعر 
الباطن منها والظاهر 
ولكن كل محاولاتك للبيع لي بلا جدوي 
فالمشاعر لا تُمنح 
كما أن أنا لا أحب الحلوى

ليست هناك تعليقات:

 
Wordpress Theme by wpthemescreator .
Converted To Blogger Template by Anshul .