كان نوم متقلقل
لم يأت في موعده
وأحلام سطت علي جسد متململ
لم يجد من يساعده
أحلام لم تحمل إلا عينان طفلة
تجري من الخوف في جميع الأنحاء
تجري من الخوف في جميع الأنحاء
ثم تهتدي لأحضاني
بعد أن تتخبط في كافة الأرجاء
ولكني أجد الخوف استوحش
وأصبح سقماً أو داء بلا دواء
وجاء ليختطفها من بين أحضاني
فأراها تصرخ ولا أسمع صرخاتها
أتراني أصبحت صماء ؟؟
وانحشرت صرختي في حلقي
أتراني أصبحت بكماء؟؟
وتبكي المشاعر المتهلهلة
فتحفر أدمعها أخاديد من البكاء
وأحاول استرجاعها لأحضاني متسائلة
لماذا استوحش الجفاء
وأمسي يومه ينهش في طفلتي
تتساقط ملامحها أمامي
فألملم أشلائها لأمنع الانهيار
وأذهب بالبقايا أتخبط في الأركان
وأعيد تشكيلها
لعلها تعود ملامح إنسان
أستيقظ من نومي مذعورة
في ظلام غرفتي لا تفارقني تلك الصورة
طفلتي تصرخ وتناديني
أغيثيني
فأغمض عيناي في سرعة
لأعود لها في الكابوس الأسود
ولعلها لعودتي تشهد
فتهدأ
ولكني وجدتها في الحياة تزهد
لا يفرق معها الموت
فهو حدث سيضاف فقط للمشهد
وتهمس في أذني باكية
إنه الحقيقة الوحيدة
فلماذا به لا نسعد
فأمد ذراعي لها
لأنتشلها من تلك الأحزان
وأنا أصرخ وقد ملأ بكائي المكان
وانفلت صراخي من حلقي
ولن يسكته إنسان
أنا في قلب الحياة وأنت في قلب الموت
وبيننا طفلة هي صخب الحياة وسط سكون الموت
لا تأخذها مني وأظل وحيدة
في دنيا لا شكل لي فيها ولا صوت
لا تأخذ مني أخر أشكال الحب
وتترك لي في الدنيا المرض والمقت
وتودعني الطفلة بأناملها
ذاهبةً أنا إلي أبي
حيث لا ألم عنده ولا بكاء
حيث لا تعاني القلوب من الجفاء
لا تنتظريني يا أمي
فلن أعود كعادتي في المساء
وللتحلي بالصبر
فبعد ذهابي لن يبقي إلا ظلام الشتاء
ولكني سأزين منزلنا تحسباً لقدومك
لتعيشي معنا الربيع
حيث ننام هنيئاً وبالموت يسعد الجميع