الأحد، 24 يونيو 2012

عارف


عارف إنت إحساس إنك بتصغر، وكل مدي بتصغر أكتر، احساس انك مدبوح وبتتفرج علي دمك وهو بينزف، بس مش قادر تتكلم أحسن الناس تاخد بالها إنك مدبوح وبتتوجع، عارف لما أحلامك تتحول لسراب وتعيش علي أمل إن السراب في يوم يرجع مجرد حلم تاني ومش مهم يتحقق بس المهم ترجع تحلم، ساعات كدة تغمض عنيك فتشوف قدامك شريط سنين عدت وفاتت وتلاقي نفسك اديت كتير لناس ماتستحقش، واللي استفدته إن سيرتك طيبة في كل مكان، ودي حاجة كويسة بس لوحدها ماينفعش تقومك من الوقعة اللي انت فيها.
ساعات كدة تتمني إن حد يبص في عنيك ويعرف ويحس إنك حزين فياخدك في حضنه وماينطقش ولا كلمة ولا يسألك عن حاجة ويفضل حاضنك لحد انت ماتعيط وتبدأ تحكي فيسكت خالص ولا يقاطعك لا علشان يفهم حاجة ولا حتى يستفسر فتفضل تتكلم تتكلم تتكلم وتبكي لحد ما يتقطع نفسك وبعدها تغمض عنيك وتنام، ساعتها بس ممكن ترجع إنسان تاني وتجدد قوتك علي التحمل حتى لو مشاكلك ماتحلتش، بس ده عمره ما هايحصل لأن عمرك ما هاتلاقي اللي يحسك من عنيك، ولا هاتلاقي اللي هايسمعك من غير أي مقاطعة أو رد فعل ولا حتى نظرة استغراب، وغالباً اللي هايسمعك ده هايتعاطف معاك يا إما هايعتبرك متخلف وعبيط، أو هايشتمك علشان جيت علي نفسك أحياناً وده من كتر حبه فيك، بس عمره ما هايفهم إنك فيك اللي مكفيك وإنك مش مستحمل حد يقولك كلمة وبعدين.
عارف لما تحس إن مشاكلك صغيرة بالنسبة للناس التانية لأن مشاكلك متعلقة بالإحساس ووجع بيقطع في قلبك، ودي حاجة مش بيفهمها أي حد، وبالتالي يا إما الناس هاتعتبرك تافه أو الكويس اللي فيهم هايعتبر إن الموضوع أبسط من إنه يتحكي، بس اللي محدش يعرفه إن وجع النفس بيأثر علي كل حاجة عملية في حياتك لان حياتك العملية اللي بتعملها نفسك، ومفيش إحساس أمر من إنك تنجح ومش حاسس بنجاحك، ولا إنك تكون فرحان ومش قادر تضحك من قلبك.
عارف احساس إنك في عز فرحتك مستني مصيبة لأن كل مرة بيحصل كدة وعلشان كدة انت مابتقدرش تفرح، مش علشان في مصيبة جاية لكن لأنه بيكون عندك شبه يقين إن المصيبة هاتيجي في الفرحة دي تحديداً، علشان كدة بتخاف تفرح بيها علشان عارف إنك شوية ومش هاتلاقيها.

ليست هناك تعليقات:

 
Wordpress Theme by wpthemescreator .
Converted To Blogger Template by Anshul .