السبت، 18 فبراير 2012

فتاة


كانت تلك الصغيرة تقضي أوقاتها 
تتنقل مستمتعة بين ألوانها 
ثم تسطر علي الأوراق كلماتها 
ومن سرعة كتاباتها تتجعد أوراقها 
وكأنها تخشي آلا تستطيع 
أن تبصق علي الأوراق 
كل أحزانها 
**** 
وبعد بضع سنوات 
ها هي الطفلة كأجمل الفتيات 
بشعر فاحم وأعين ملونة 
وقلب يغرد كالسوسنة 
فها هي فتاة ملكت بضحكتها
 كل الأزمنة
ولكن من كان يعلم أن تلك الفتاة الطيبة 
تستعد لخوض أسوأ تجربة 
تمتحنها الأقدار أصعب امتحان 
يتكون من عدة أوراق 
من الأحزان 
****
كيف يمكن أن تمر سنوات علي ملامحنا 
كيف نشيب ونحن في مقتبل العمر 
كيف يسكرنا الزمن ونحن بعد لم نذق الخمر 
لقد كنا في الهوي نحيا وكان العشق داخل قلوبنا يستقر 
فكيف تفرقت بنا السُبل 
متي توقفت بيننا القُبل 
متي توقفت قلوبنا عن الحب 
من السبب ؟
أكان الموت ؟
منذ متى كان الحب بيننا كحب الأحياء 
لقد كنا نختلف 
كان بيننا حب حزين يملؤه الهجاء 
والآن ذهبت فعم بعدك الجفاء 
**** 
نعم أنا تلك الطفلة التي تبكي 
أبكي علي الشيب الذي أصابني في مرحلة الصبا 
أبكي علي سنوات مرت ولم أعيشها بعد 
أبكي خوفاً من البُعد 
فالجميع يبتعد لسبب أو لأخر 
ولن أتحمل أن أنتظر أي أخر 
سئمت أن أري وجه الزمن الساخر 
ما أتعس اللحظة 
حينما تري فتاة خط الشيب فودها 
وحط الزمن علي عودها 
يحني ظهرها 
حينما تري فتاة لم تتخطي الثلاثين 
ولكنها تحمل نظرات السبعين 
نظرات من عاش التجارب قبل آوانها 
وتستمر تلك التجارب في الوقوع تباعاً 
وتتساءل لماذا حقاً يجري زمنها 
لماذا يسرع خطاه 
لم يتبقي إلا أن تموت 
وتقول الأوراق الرسمية لم تتخطي من عمرها الثلاثين 
بينما تقول الحياة 
قضت نحبها فتاة صغيرة
تبلغ من العمر سبعين

ليست هناك تعليقات:

 
Wordpress Theme by wpthemescreator .
Converted To Blogger Template by Anshul .