عصفور

كان في عصفور، شكله حلو ينفع ديكور، حاطينه في قفص واللي حابسينه بيحبوه ومفهمينه إنهم بيحموه من الدنيا وخايفين أحسن الطيور التانية ياكلوه، عودوه يعيش في القفص وياكل ويشرب في القفص وهايتجوز ويعيش في القفص، عودوه إن الدنيا هي القفص، وإن الدنيا اللي برة دي كلها وحوش، وإنه مش هايقدر يعيش فيها، وفي يوم شاف عصفور طاير برة ووقف علي حرف قفصه، سأله قاله انت ازاي عايش في الدنيا اللي برة دي كلها وحوش، إزاي لسة عايش، العصفور الحر قاله، ان الدنيا فيها شجر، فيها أكل ومطر، فيها أمان وخطر، وإن القفص مش بيحميه، وبكرة القيود دي تقتله من كتر ما هي بتكبله، العصفور المحبوس ماقتنعش وفضّل إنه يعيش في القفص عيشة كلها أمان بالنسباله، ماجربش الخطر ولا عاشه علشان يعرف يتفاداه، ماداقش طعم الحرية ولا سمع عنها علشان كدة مش بيحاول يدور عليها، وفي يوم طلعت إشاعة وجود وباء في الطيور، فقام أصحاب القفص فتحوله الباب وقالوله إخرج انت بقيت خطر علينا، قال جوة نفسه ماقدرش أسيب دنيتي بس هما خرجوه برة القفص بالعافية ورموه، وكسروا القفص علشان مايحاولش يرجعله تاني، ماحسش انه حر، فضل واقف علي سور البيت، أيام وهو واقف علي السور، لدرجة إنك تحسه حتة من الديكور، وهو مستني أصحاب البيت يجيبوا قفص جديد ويحبسوه، لحد ما في يوم شاف قط، من خيبة العصفور ماخافش ولا طار ولا اتحرك من مكانه، بس لما القط قرب منه خاف، حاول يطير فرد جناحاته ماطارش، وحاول يرفع جسمه ماقدرش، وحاول تاني يا دوب طار مترين، وبعدين ماكملش نط عليه القط وغرز أنيابه في جناحه وهو بيموت شاف بقايا قفصه قدامه، وعرف معني الحرية وقت ما انتهي عمره وأيامه